سمتها التميز والابداع

هكذا بدت المدرسة التي نطمح إليها في مستقبلنا ..
ولماذا التميز والإبداع ؟لأن المنافسين كثروا .. وسيكثرون..
والناس – مع تعدد الخيارات – سيعتمدون على معايير .. من أهمها التميز..
ولأن التحديات في الحياة تزداد .. وبما أن المشاكل المعتادة لابد لها من حلول غير عاديّة .. كان لابد من الإبداع..
في لقاء مع الدكتور محاضير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق أوضح من خلال التجربة الماليزيّة أن التربية أساس التنمية وأن جناحا المشروع الوطني الكبير هما : التفكير الإبداعي والتدريب التربوي !


















في حين يشير تقرير التنمية للدول العربيّة لعام 2002م والذي جاء تحت عنوان : (صناعة الفرص للأجيال القادمة ) أن التعليم في الدول العربيّة يغلب علية ثلاث سمات :
1- ضعف التحصيل الدراسي .
2- ضعف القدرة على التحليل .
3- ضعف مهارة التفكير الابتكاري.

ومن هنا نجد أن الكثيرين ربما أدركوا الأهميّة , لكنهم لم يتمكنوا من الماهيّة .. فغدت كلمات : (التميز- الجودة-الإبداع )من أكثر الكلمات تداولاً في الحقل التربوي والإداري.. لكن الواقع لم يتغيّر كثيرا!
وهنا لابد أن نتساءل ماهي المدرسة المبدعة؟

* في تقرير تورنس ( وهو أبرز المختصين في قياس التفكير الإبداعي ) الذي أعدهُ حول زيارته لليابان للمقارنة بين تأثير كل من الثقافتين اليابانية والأمريكيّة على الإنجاز الإبداعي , ذكر أنه وجد في اليابان 115 مليوناً من فائقي الإنجاز – وهم جميع سكان اليابان – ويفسر تورنس ذلك في ضوء ثقافة المجتمع الياباني الميسر للإبداع والتفكير الإبداعي , ومظاهر الجد والدقة والنظام والصرامة والجهد المكثف , والتدريب على حل المشكلات بدءاً من رياض الأطفال .

نستشف من ذلك أثر المناخ التربوي في صناعة المبدعين.. حتى يكاد يستوعب جميع المواطنين!
ومن خلال استقراء ماطرحه المختصّون في هذا المجال في العديد من الكتب والدراسات وأوراق العمل نستطيع أن نقول أن المدرسة المبدعة تتميز بأمرين :
1- أنها تبدع : في برامجها , أدواتها , وبيئتها ..
2- تعلم الإبداع : لطلابها , ومنسوبيها , ومجتمعها ..

ولنا وقفة مع كل من هاتين السمتين ..
* المدرسة مبدعة :
- تعلم بطرق تدريس جديدة وممتعة ..
- تهيء الفرص لأبنائها الطلاب للتجريب دون خوف أو تردد..
- تشجع الأفكار الجديدة ..
- تبرز نماذج المبدعين : المعاصرين والأقدمين..

- لديها معلمون وإداريّون مبدعون ..
- تفتح المجال واسعاً لحريّة التفكير وإبداء الرأي ..
- تطرح للطلاب قضايا خارج المقرر الدراسي بغرض تنمية التفكير وملكة
الإبداع .. (مثل ماذا؟)
- تعقد جلسات عصف ذهني وحلق نقاش بين الطلاب والمعلمين والمجتمع
تُعرض فيه الآراء المختلفة , وتُقبل فيه الأفكار الجديدة ..
- تفتح الفرصة للإبداعات الخاصّة من خلال مسابقات المواهب المتعددة..
- توفر ألعاب إلكترونية وذهنية تنمي التفكير الإبداعي..


* الطلاب مبدعون :
- تدربوا على مهارات التفكير الإبداعي ..
- مارسوا طرق توليد الأفكار لحل مشاكلهم الآنيّة..والمستقبليّة.
- طبقوا بعض أفكارهم الجديدة في مدرستهم وفي مجتمعهم.
- يعتقدون دائماً أنهم جزء من الحل لاجزء من المشكلة .
- يفخرون بآرائهم .. ويتقبلون النقد..


ولابد من التذكيرههنا بأن العمل على أيّ من هاتين السمتين مرتبط بالآخر بشكل كبير ..
فالمدرسة التي توجد بيئة مرنة , منفتحة , مبدعة , هي تلقائياً ترفع من مستوى التفكير لدى طلابها وتساعدهم على توليد أفكار إبداعية ..
والطلاب المبدعون حقيقة .. لايرضون إلا أن يساهموا في تجديد وتطوير مدرستهم .. ومن ثمّ سيدفعون بها وبجميع مكوناتها نحو الإبداع..
ولعلنا نستشف من هذا الطرح أهميّة التركيز على تنمية مهارات التفكير .. والتفكير الإبداعي تحديداً ..
واعتباره أحد مكونات التطوير الرئيسة في المدرسة ..
وأحد المحركات والأدوات القوية في صناعة (مدرسة المستقبل)..